يا اهل القبور (اقرأها لا تخاف)

يا أهل القبور لله دركم
متم وتركتم الحياة وعجيبها

فيا ويلنا نحن ولم نمت بعد
فقتلا وتمثيلا أجسادنا مصيرها

نحن أحفاد حمورابي وآشور
نحن أصل الحضارة وبريقها

فمن آشور وأكد وحضارة سومر
ومن أور وبابل مازال بريقها

إلى العراق أسد التاريخ وليثه
وأرضه الشماء صافي عبيرها

لقد أسقت تلك الأرض دما
وفاح من الدماء دمع أريجها

فمن بصرة الجرح بات نازفا
وشط العرب ضماد على ضفافها

إلى ميسان والهور أمسى نائح
يجف حزنا لسماع أنينها

ومن ذي قار والفقر سائد
في طيها كنوز والفلاة تخفيها

إلى المثنى سيف ساكن غمده
متى يجرد والنار شب لهيبها

ومن القادسية في ذكرى بواسلها
للفرس حدت رمحها وسيفها

إلى الكوت حيث العراق مشرقه
وفيه دجلة بين الغراف ودجيلها

ومن بابل أنت العصر والقدم
يا من ملأ بالدماء طريقها

إلى كربلاء حيث السيف قارع
مراقد الأبطال والحسين شهيدها

ومن النجف مرسى فلك نوح
مرقد آدم والأمام علي دفينها

إلى الأنبار أهل الكرم والجود
جارت عليهم الأنذال وعبيدها

ومن ديالى أشجار البرتقال
يبست هما والدموع ترويها

إلى التأميم حين أعدنا نفطنا
ضاعت الثروات والمحتل يبيدها

ومن صلاح الدين فارس شهم
حرر القدس ومن الآن يعيدها

إلى أربيل حيث الظل والنهر
ماتت أليمة لصرخات جريحها

ومن الموصل وفيها العز قلاعا
يأسا هدمت والموت سبيلها

إلى السليمانية منبع البحر
هل جفت البحيرات من مياهها

إلى دهوك في أقصا بلادنا
بالحزن كل الأراضي تبكيها

ومن بغداد يا بغداد بي شوق
فمتى العودة يا بغداد أنطقيها

يا أميرة دجلة وحبيبة الفرات
عروس الزمان والجور يرديها

يا شعوب العالم هذه أسيرة
قابعة في سجون محرريها

تلك الجميلة الفاتنة مقتولة
قلبي لها قبر والعين تبكيها

ورمشي لها كفن يضم الرفات
ولها روحي ملاك يحميها

لقد ماتت فينا العروبة يوما
واليوم تصرخ النساء من فيها

أن الموت يا غادرين مثواكم
بئس المثوى جهنم وسعيرها