هناك مقولة قديمة متجددة لطالما سمعناها في أفلام الأسود والأبيض المصرية، تقول هذه المقول: "الشرف زي عود الكبريت"، ولأن مفهوم الشرف في مجتمعنا العربي- الشرق أوسطي ارتبط دائما بعذرية الفتاة، فأن هذه المقولة تعني أن عذرية الفتاة مثل عود الكبريت، متى اشتعل لا يمكن إعادته إلى طبيعتها الأولى. لذا ارتبط مفهوم الزواج من فتاة بكر عذراء بفكرة الزواج المثالي الذي يبحث عنه جميع الرجال. ولكن ماذا لو اجتاحت موجة العصرية وتقليد الغرب هذا المفهوم أيضا، وأصبح الشرف مثل ورق الصحف المعاد تصنيعه؟
سؤال صعب أليس كذلك خصوصا على مجتمع لطالما افتخر بشرف الفتاة وعذريتها مثله مثل سائر المجتمعات حول العالم. نعم هنالك عائلات في أوروبا، وأمريكا، والهند، والصين، واليابان لا تزال تعتبر شرف الفتاة وعذريتها رصيدها الأكبر.
فما هي قصة غشاء البكارة هذا الذي يوليه معظم سكان الكرة الأرضية هذه الأهمية. هل هو مهم لهذه الدرجة، ولمن أهميته بالدرجة الأولى، للرجل الذي يريد أن يتزوج من فتاة بدون تجربة سابقة أم للفتاة التي تعتبره صمام الآمان داخل مجتمعها المحافظ.
تختلف وجهات النظر حول الاحتفاظ بالعذرية، واعتقد أن الأصل العضوي لتكوين الغشاء له صلة بالحفاظ على النفس من عبث العابثين، فالفتاة التي تفقد عذريتها بدون زواج تبقى معرضة أكثر من غيرها للتحرش من الرجال الذين يبحثون عن لذة جنسية بدون مسئولية لاحقة. إذن فالرجال يدركون أهمية غشاء البكارة، فبالنسبة لهم هو الالتزام مع هذه الفتاة، وبالنسبة للفتاة هو دخول عالم الجنس دون أهداف واضحة.
أنا شخصيا أقدر الرجل الذي يبحث عن فتاة لا زالت تحتفظ بعذريتها، لأنه يبني أسس أخلاقية في المجتمع، فلو كان الوضع عاديا مثل بعض الدول الغربية لكانت الفتاة غير مبالية حقا في موضوع الغشاء، ولاعتبرته مرحلة من مراحل النضوج، بغض النظر عن أهميته الأخلاقية في ردع الرذيلة.
ونشكر الله أن الرجل الشرقي لا زال متمسكا بالعذرية لأنه يعلم أهميتها في تكوين شراكة صحية، فهو يخوض التجربة مع فتاة حافظت على عذريتها وشرفها، ولن أخوض في شرف عائلتها لأن المسألة تتعلق بالفتاة نفسها، فهي القادرة على التخلي عنه حتى لو كانت في برج عاجي.