مع بداية الخريف الذي يتزامن مع بداية العام الدراسي وحيث يوجد الاطفال في الفصول المغلقة وغير جيدة التهوية معظم الاوقات في دور الحضانة ورياض الاطفال والتلاميذ في المراحل الابتدائية يكونون اكثر عرضه للإصابة بالميكروب السبحي الذي ينتج عنه افراز سموم تسبب في اصابتهم بالحمى القرمزية.
وتهلع الام حينما تسمع من الطبيب هذا التشخيص وفي حقيقة الأمر ان الحمى القرمزية هي الاصابة بالميكروب السبحي ولكنه لا يقتصر تأثيره على الحلق واللوزتين بل يفرز سموم «Toxims» تؤثر على كثير من انسجة الجسم مسببة ظهور أعراض نتيجة افراز هذه السموم ووصولها إلى الدم ثم انسجة الجسم.
والحمى القرمزية مرض معد ذو مسلك حاد وعادة يصيب الاطفال من سن سنتين إلى عشر سنوات ولا تعرف الاصابة به قبل ستة أشهر من العمر.
عزيزي القارئ عزيزتي الأم يجب علاج الحمى القرمزية سريعا وعلى النحو الصحيح حتى لا تحدث المضاعفات التي تنال من القلب والكلى والمفاصل باستخدام المضادات الحيوية القوية مع الراحة التامة والطعام سهل الهضم.
فترة حضانة مرض الحمى القرمزية «وهي الفترة التي يغزو فهيا الميكروب السبحي حتى ظهور اعراض المرض»، وهو ما بين يومين إلى خمسة ايام وهو مرض ذو مسلك حاد وينتشر بسرعة بين الأطفال.
طريقة انتشار العدوى
تنتقل العدوى بالحمى القرمزية من الطفل المريض إلى السليم بطريقة مباشرة عبر الرذاذ المتطاير اثناء العطس من انف وحلق المريض واثناء الكلام.
وكذلك ممكن ان تنتقل العدوى عن طريق استعمال مناديل المريض او المنشفة نفسها او استعمال لعب الاطفال المرضى المصابين بالميكروب السبحي وكذلك كتب وادوات الطالب المريض المدرسية.
ويمكن ان تنتقل عن طريق حامل المرض وهو الشخص الذي يبدو ظاهريا سليما ومعافى ولكنه يحمل جرثومة الحمى القرمزية داخل حلقة.
أعراض الحمى القرمزية
تبدأ اعراض الحمى القرمزية بارتفاع في درجة الحرارة والشعور بالغثيان وقيء وصعوبة في البلع.
وقد يعاني الطفل من الهذيان والتشنج بسبب الارتفاع الشديد في درجة الحرارة.
وتتضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة ثم يظهر خلال يوم او يومين من ارتفاع الحرارة طفح جلدي على شكل بقع حمراء ويصبح لون الوجه شديد الاحمرار تاركا حول الفم دائرة بيضاء وهو ما يعرف بالقناع القرمزي.
وفي بداية المرض ولبضعة ايام يغطى اللسان بطبقة يميل لونها للون الأبيض التي تختفي وتترك وراءها اللون الاحمر فيكون الغشاء المخاطي المغطى للسان مثل ثمرة الفراولة نتيجة الحبيبات والبروزات الصغيرة الحمراء التي تغطي اللسان وبعد اسبوع تقريبا يبدأ الطفح الجلدي في الاختفاء ويبدأ الجلد في التقشر في المواضع التي كانت البقع موجودة فيها ويمكن التعجيل بهذه العملية عن طريق عمل حمامات الماء الدافئ.
ولتجنب مضاعفات الحمى القرمزية الخطيرة التي تحدث في مرحلة متأخرة مثل التهاب الكلى من الافضل القيام بتحليل البول وفحصه في المختبر مرة كل اسبوع على الاقل لمدة شهر من الاصابة بالمرض.
مضاعفات الحمى القرمزية
وتظهر الحمى القرمزية اما بصورة خفيفة او صورة مخيفة والمرض في صورته الخفيفة لا يصاحبه اعراض الغثيان والقيء وارتفاع درجة الحرارة كما ان الطفح الجلدي يستمر يوما او يومين فقط مع احمرار طفيف في الجلد دون ان يتخذ اللسان ذلك الشكل المميز للاصابة بهذا المرض ولكن الحمى القرمزية في صورتها الخطيرة يمكن تميزها في مرحلتين هما:
• مرحلة مبكرة ومتميزة باعراضها الشديدة التي تكون في صورة رعشة والم في الرأس مع الحمى «40-41 درجة مئوية»، بالاضافة إلى قيء وآلام في البطن.
• مرحلة متأخرة تظهر في اليومين الرابع او الخامس من بداية المرض وتتميز بتورم الغدد الليمفاوية في الرقبة مع ظهور طفح جلدي بنفسجي.
ومن مضاعفات الحمى القرمزية المبكرة التهاب الاذن الوسطى والتهاب الجيوب الأنفية والتهاب الغدد الليمفاوية العنقية على جانبي الرقبة.
وقد ينتشر الميكروب السبحي إلى الرئة محدثا الالتهاب الرئوي او إلى المفاصل محدثا التهاب المفاصل الصديدي. ومن المضاعفات المتأخرة للاصابة بالميكروب السبحي والتي تحدث بعد عشرين يوما من حدوث المرض وتؤثر على اعضاء وانسجة الجسم مثل:
• الكلى: يحدث الالتهاب الكلوي الذي يتميز في بدايته بانتفاخ في المنطقة المحيطة بالعين وتنقص كمية البول ويصبح غامقا او دمويا ويرتفع ضغط دم المريض المصاب بالتهاب الكلى وعند اجراء تحليل بول تكون نسبة البولينا مرتفعة في الدم.
• المفاصل: تصاب المفاصل الكبيرة مثل الركبتين والرسغين والكوعين والكاحلين بالورم والاحمرار والألم عند الحركة وكأنها مصابة باعراض روماتيزم المفاصل.
• الحمى الروماتيزمية: ترتفع درجة حرارة المريض ويستمر الارتفاع في درجة الحرارة فترة طويلة ويظهر شحوب في الوجه ويصاب الطفل المريض بصعوبة في التنفس مع شعور بالخمول واحساس بالتعب عند بذل اي مجهود وينخفض ضغط الدم ويصاب القلب بجميع انسجته بالالتهاب فيحدث التهاب الغشاء التامور والتهاب الياف عضلة القلب وكذلك التهاب الغشاء الداخلي المبطن للقلب وصمامات القلب.
وعموما فان كل هذه المضاعفات نادرة الحدوث الا في الحالات التي لم يتم فيها علاج المريض بالحمى القرمزية على نحو صحيح او التأخر في وصف العلاج.
علاج الحمى القرمزية
في علاج الاصابة بالحمى القرمزية فان اهم ما يجب ان يراعى هو الراحة التامة في الفراش.
ويجب ان يكون طعام الطفل سهل الهضم مع الاكثار من اعطائه عصير الفواكه.
ويفضل عزل المريض لعدم انتشار العدوى بالميكروب السبحي بالاضافة إلى العناية بالجلد بالنظافة المستمرة وكذلك العناية بالاغشية المخاطية مع الحرص على تهوية المكان وتجديد الهواء.
يجب ان يعطى الطفل المصاب بالحمى القرمزية المضادات الحيوية القوية والفاعلة فهي كفيلة بالقضاء على الميكروب ومنع حدوث المضاعفات. ويجب ان يستمر العلاج لمدة عشرة ايام للقضاء على هذا الميكروب نهائيا أي ان العلاج لمدة عشرة ايام له حكمتان:
- أولهما: علاج الطفل وشفائه.
- ثانيهما: تطهير حلق وفمه من حمل الميكروب وبالتالي نقله إلى غيره من الاطفال الاصحاء.
ويجب وقاية المخالطين لحالة الحمى القرمزية بالبنسلين والمضادات الحيوية ايضا لمدة اربعة ايام لان الميكروب ينتقل من الطفل المريض إلى الطفل السليم وعن طريق شخص يحمل الميكروب وينقله إلى الطفل السليم.
نوفمبر 3rd 2007, 12:26